فرس النهر
هو
حيوان ثدي من فصيلة البرنيقيات اسمه العلمي Hippopotamus amphibius بالعربية يدعى
فرس النهر أو الحصان المائي وفرس النهر من الثدييات ذات الحوافر
البرمائية الإفريقية. يعتبر فرس النهر حاليا ثاني أكبر حيوان بري (بعد الفيل) وهو مشابه في الحجم والوزن لوحيد القرن الأبيض (Ceratotherium simum) ووحيد القرن الهندي (Rhinoceros unicornis).
تعد افريقيا جنوب الصحراء هي موطن ثاني أثقل حيوان ثديي في العالم - فرس النهر. جسمه الكثيف يجعل من السباحة و التحرك بسلاسة داخل المياه أمر فيه بعض من الصعوبة، على الرغم من أنه يقضي معظم وقته في الماء. و مع ذلك جسم فرس النهر مناسب تمامًا للحياة المائية لأن عيناه وآذناه و فتحات أنفه تقع في الجزء العلوي من رأسه ، لذا فهو قادر على الرؤية والسمع والتنفس وهو مغمور بالمياه في الغالب. له غشاء شفاف يغطي عيناه ويحميها كما أن هذا الغشاء يسمح له بالرؤية تحت الماء، يستطيع فرس النهر حبس أنفاسه لعدة دقائق داخل المياه.
يساعد البقاء تحت المياه فرس النهر على عدم الشعور بثقل جسمه الضخم. يمكن أن يصل وزنه إلى 3600 كغ تحت الماء، تنقر أفراس النهر بأقدامها على الأرض لدفع نفسها. يساعد الغطس في الماء معظم اليوم في الحفاظ على فرس النهر باردًا وحمايته من أشعة الشمس. عندما يغامر بالخروج من الماء لفترة طويلة من الوقت، يفرز فرس النهر مادة حمراء اللون لتبريد جلده الخالي من الشعر. يشار إلى هذا الإفراز بإسم "عرق الدم" ولكنه في الواقع ليس كذلك و انما فقط تسمية .
في المساء ، تغادر أفراس النهر الماء لتتغذى. وباعتبارها من الحيوانات العاشبة ، فإنها تتغذى على العشب القصير لمدة ست ساعات في الليلة وتستهلك ما يصل إلى 68 كغ. قد تسافر عدة كيلومترات للوصول إلى منطقة رعي مناسبة و ذلك للحصول على الغداء.
النضج و التكاثر
على الرغم من أنه يتغذى على أعشاب الأرض، إلا أن أفراس النهر تقوم بالعديد من الأنشطة المختلفة كذلك في الماء. أيضا مثل مختلف الكائنات في عالم الحيوان هنالك فترة تزاوج و ولادة. فمثلا مجموعات من 10 إلى 30 أنثى فرس نهر تعيش مع ذكر واحد مهيمن. فعندما يقترب موسم الجفاف، يختار الذكر المهيمن شريكًا، ثم يقاتل الذكور الآخرون بعضهم البعض من أجل الإناث المتبقية..
في البرية، تنضج الإناث جنسيًا بين سن 7 و 15 عامًا، وتنضج الذكور قبل ذلك بقليل، بين سن 6 و 13 عامًا. ومع ذلك في بعض الأحيان قد ينضج أفراد كلا الجنسين في سن 3 و 4 سنوات. و لكن الذكور المهيمنة التي يزيد عمرها عن 20 عامًا هي فقط التي تبدأ معظم علاقات التزاوج.
بعد ثمانية أشهر من الحمل و في ذروة موسم الأمطار، تلد إناث أفراس النهر عجلًا واحدًا في كل مرة، سواء على الأرض أو تحت الماء. بعد ذلك، تترك الأمهات القطيع لفترة قصيرة من الوقت لتلتصق بعجولها تحت الماء. بعد بضعة أسابيع، تخرج العجول أخيرًا من الماء لتتغذى على العشب.
خطورة فرس النهر و اهتمام الانسان به
بينما ينظر الكثير من الناس إلى فرس النهر على أنه شخصية هزلية بسيطة وغير مؤذية، فإن هذه ليست الحقيقة. في الواقع فرس النهر مخلوق خطير لديه فك قوي وأسنان حادة يمكنها سحق تمساح أو تقسيم قارب صغير إلى قسمين.
أدى دوس المحاصيل و الفساد المختلف بواسطة أفراس النهر إلى بذل جهود كبيرة وحازمة من طرف المزارعين لإبادتها، وخاصة أن جلودهم ولحومهم كانت تستغل بثمن كبير أيضا. انقرضت أفراس النهر في شمال إفريقيا بحلول عام 1800 وجنوب ناتال وترانسفال بحلول عام 1900. وهي لا تزال موجودة إلى حد ما في شرق إفريقيا لكن عددها في انخفاض مستمر على مستوى القارة. لا يزال هناك طلب كبير على أسنان فرس النهر باعتبارها "عاج" ناعم الحبيبات يسهل نحته.. تم استخدامه مرة واحدة لصنع أسنان اصطناعية. بعد أن دخل الحظر الدولي لعاج الفيلة حيز التنفيذ في عام 1989، زاد ضغط الصيد على أفراس النهر، وانخفض تعداد هذا الأخير. قدر تقييم و احصاءات السكان الذي تم إجراؤها في عام 2008 أنه حوالي 126000 إلى 149000 فرد بقوا.
